السبت، 25 يونيو 2011

الموت غير الرحيم بأسئلة امتحانات الثانوية العامة.. 6 طلاب حاولوا الانتحار والنظام التعليمى فى قفص الاتهام.. خبراء: المحاولات لن تتوقف والضغوط الأسرية السبب السبت، 25 يونيو 2011 -


الثانوية العامة لا تتغير أبدًا.. حيث كانت ومازالت حتى الآن الكابوس الثقيل الذى يجثم على صدور الكثير من الأسر المصرية وعنق الزجاجة فى المشوار الدراسى لكل طالب وطالبة، بحيث يكون الداخل على الثانوية العامة مفقود والخارج منها مولود..!

امتحانات هذا العام لم تختلف كثيرًا عن الأعوام الماضية من خوف ورهبة ودموع وآهات، قد تتطور مع البعض وتصل بهم إلى حد محاولة الانتحار والهروب من الحياة كلها لعجزهم عن مواجهة الضغوط التى تقع عليهم من المحيطين بهم.. وهذا العام شهد عدداً من محاولات الانتحار التى انتهى بعضها بالفشل واختطف الموت أرواح أصحاب بعض المحاولات الأخرى التى كان آخرها ما شهدته منطقة العمرانية عندما شنق "م.ع"17 سنة طالب بالصف الثانى الثانوى نفسه داخل غرفة نومه لخوفه من مادة الكيمياء واعتقاده أنه لن يستطيع تحقيق درجات عالية فيها، وترك خطابًا موجهًا لوالديه أبلغهما فيه بأنه انتحر خوفًا من عجزه عن تحقيق حلمهما بالحصول على مجموع كبير يؤهله للالتحاق بكلية الهندسة التى يحلمان بها.

وكان لمحافظة الإسكندرية نصيب أيضًا فى حالات الانتحار بعدما قامت "ت. م" (18 سنة) طالبة بالصف الثالث الثانوى بشنق نفسها داخل غرفة نومها باستخدام إيشارب أيضًا بعدما علقته بنافذة غرفتها وأفاد والدها أنها كانت تعانى من الاكتئاب لضعف مستواها فى أداء الامتحانات وشعورها أنها لن تتمكن من الحصول على مجموع يؤهلها لإحدى كليات القمة وهو ما ترغب فيه أسرتها. 

أما "ن.ع" 17 سنة طالبة بالصف الثانى الثانوى بالدقى فلم تصنع لنفسها مشنقة للتخلص من حياتها بعد فشلها فى إجابة معظم أسئلة امتحان اللغة الألمانية، وإنما لجأت إلى القفز من الطابق الثالث بمدرسة بدر الإعدادية التى كانت تؤدى امتحاناتها بها إلا أن القدر كان رحيمًا بها وبأسرتها وتم نقلها إلى مستشفى 6 أكتوبر فى حالة حرجة مصابة بعدة كسور متفرقة بأنحاء جسدها.

وفى محافظة الدقهلية لم ينتظر "ا.ع" الطالب بمدرسة الخليج الثانوية الانتهاء من امتحان مادة الفيزياء للتخلص من حياته، فغافل مراقب اللجنة وقفز من نافذة الطابق الثالث إلا أنه أصيب بعدة جروح وكدمات متفرقة، وتم إعادته مرة أخرى إلى اللجنة لأداء الامتحان بعد إسعافه وتهدئته وتسلمته أسرته عقب ذلك.

ولم تخل امتحانات الثانوية الأزهرية من هذا المسلسل من الحوادث وحالات الانتحار ففى محافظة كفر الشيخ وداخل معهد محمد رجب الأزهرى قام "م .م" (17 سنة) بقطع شرايين يده فى محاولة منه للانتحار احتجاجاً على صعوبة امتحان الفيزياء، وتم نقله إلى مستشفى كفر الشيخ العام لإسعافه.

أما "ع.ط" 16 سنة فمزق ورقة إجابته الخاصة بمادة الجبر، وهدد بالقفز من شرفة اللجنة أثناء الامتحان بمدرسة القنايات الثانوية المشتركة إلا أن مراقبى اللجان تمكنوا من السيطرة عليه ومنعه من الانتحار.

الدكتورة هالة حماد، استشارى الطب النفسى للأطفال والمراهقين والعلاقات الأسرية، ترى أن طلاب الثانوية العامة تؤثر فيهم مرحلة المراهقة التى يمرون بها ويتعرض عدد كبير منهم للاكتئاب، كما يحتاج 10% منهم للعلاج النفسى بسبب ما يتعرضون له من ضغوط نفسية وعصبية أثناء الامتحانات فمنهم من يفقد الأمل ويعجز عن مواجهة الحياة، وبالتالى يتخذ قرارًا بالتخلص من حياته، معتقدًا أن الموت هو سبيل الراحة الأبدية من الضغوط، التى يتعرض لها فيلجأ للانتحار سواء بقطع شرايين يده أو القفز من مكان عال أو شنق نفسه أو بأى وسيلة تتاح له، ومنهم من يرغب فى الإعلان للمحيطين به باحتياجه لتخفيف حدة ضغطهم عليه فيحاول الانتحار فقط دون أن يلجأ لأسلوب جاد فى تنفيذه لمجرد توجيه إنذار لهم.

وتضيف الدكتورة هالة أن كثيراً من الأسر يلومون أبناءهم إذا لم يحصلوا على المراكز الأولى فى امتحاناتهم، وكأن كل الطلاب لابد أن يحصدوا المراكز الأولى فقط وتتساءل إذا حصل كافة الطلاب على المركز الأول، فمن سيحتل المركز الثانى والثالث وباقى المراكز، كما ترى أن القدرة على التركيز ليست متساوية لدى كل الطلاب، فالقدرة على الفهم والذكاء متفاوتة بينهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق